أخبار عاجلة
الرئيسية / منتدى المواضيع العام / الروائي الأستاذ محمد بن حامد ابورحين يروي قصص وذكريات عاشوها قديماً تحمل في طياتها الكثير من المعاني

الروائي الأستاذ محمد بن حامد ابورحين يروي قصص وذكريات عاشوها قديماً تحمل في طياتها الكثير من المعاني

 الهجرة إلى الشام

في العقود الماضية من الزمن البعيد تشكلت هناك هجرات بشرية متعدده كانت في معظمها تزحف من الجنوب نحو الشرق والى الشمال الغربي ومن الشمال الى الشرق والوسط من المملكه بحثاً عن سبل العيش الرغيد وسد الحاجه والتعليم وكانت تلك القوافل من الركبان لاتحمل معها الا النذر اليسر من التعليم والمعرفه والهمة الكبيرة والاكيدة في البحث عن مصادر الرزق والانتفاع من بعض الأعمال الحرفية والمهنية التي كانت تعتمد على المجهود البدني اكثر من اعتمادها على التحصيل العلمي المتدني انذاك  حتى على مستوى خارطة الوطن الامر الذي أدى فيما بعد الى تفريغ المناطق الطرفية من معظم شبابها وتكدسهم في المناطق والمدن الحضارية هذه النقلة التي كانت امر مطلوب ومحمود وحتمي في بدايتها الا انها اورثت بعض ظواهر الخلل في التركيبة الاجتماعيه والمهن الحرفية وقطعت حبل توارثها  بين الاجداد والأباء والابناء والاحفاد بالتتابع ، فما كان يعرف بأن ابن الفلاح فلاح، والبناء بناء،  والنجار نجار، والتاجر تاجر،  والراعي  راع،  قد انقطع حبل تواصلها واهمل الاهتمام بها حتى ذابت هذه الحرف المهنية التي كانت تمثل عصب الحياة وقوام نهضتها وديمومة حضارتها وتراثها   ثم ماذا ؟؟ ثم نسيّت وغابت عن الانظار والاذهان ،،فالغرب والمحالة والدراجة والرشاء والمقاط  والسهمان والحاجز والقتب والمقرنه والمدمسة والقدّوم والدريل والسحب واللومة والمحرّ والقب والمقصب والمحطب والمحرفة والمنقبة والعتلة والمنزاف والفانوس والمطرقة والدنقل والمشربة والمدوس والحصيرة والخي والمنقلة والحلس والشبكة والمنزاع والمقشة والمقلب قد غابت واختفت عن الأنظار والاسماع وانتفت حاجتها من عقول الاجيال رغم ما كان لها من المكانه  و كانت عدة وعتاد كل بيت من بيوت الدار اهل الكار والقرار والمرجلة وقد كنت وغيري من الاقران من ابناء تلك الحقبة الزمنية التي تشربنا منها الكثير من ارثها وتراثها الغزير وعشانا بها اطفال بالسن والاعمار   وكبار بالفكر والرشد والعقول  الى ان حاان وقت الهجرة والرحيل  لنلحق وعلى عجل بمن سبقونا في الهجرة بما كان يسمى بالشام والتي تعني كل مايقع من الجغرافيا شمال منطقتنا بداءً بمدينة الطايف التي اذهلتني معالم نعضتها واعتبرت نفسي فيها خارج مدار الكرة الارضية عندما وطأت قدماي  تراب ارضها وعانق نظري اضواء شوارعها  وعربات نقلها بتعدد الوانها واحجامها وانواعها  وكثرتها  هذه العربات  التكاسي التي اشكل علي معرفة مقدمتها  من مؤخرتها  حيث كنت اظن أن لها كبوتان ومحركان  في الجهتين الامامية والخلفية ولكم ان تتصوروا   مصدر دهشتي الشديده  عند مشاهدة لمبات الاضاءة المستطيله والمستديره التي على شكل رقم 5 فا أنا  وغيري من الاقران لم نتعود على روية هذه المشاهد من قبل  حيث كانت غاية طموحنا واقصى مدى ممكن ان نسافر  اليه هو المهباط  لمدينة بلجرشي التي كنا ننظر لها كمقر دار الحضارة والتبضع  والاستمتاع  ناهيك عن الرغبة الجامحة  في تذوق صحن فول العم دوبان  قبل فول العم خلوفه مع  ربع حبة تميس فايقة الطعم و النكهه نتقاسمها مع بعض الهباطة من الجماعه ومعها براد شاي ابو اربعه الصيني  فقد كان له من  لذة المذاق ما يوازي ويزيد عن طعم الذ مشروبات الطاقة المضروبة  اليوم  من المواد الغازية المحلاة  ناهيك عن الاستمتاع بمشاهدة عناقيد العنب والموز المعلقة في واجهات المحلات التجارية مع غيرها من فواكة التفاح والبرتقال الذي كان بعيد المنال  الا على من يمتلك الريال ولكن كان مجرد النظر لهذه الفواكه منظر يجلب السعادة لا امثالنا من ابناء القرى  ” ونسلي انفسنا بان القناعة كنز لايفنى” والواقع يقول “حامض ياعنب ” ومن زاد المتاع وما يلفت الذايقة والانتباه في ممرات وشوارع بلجرشي الضيقة   روايح الكشنة التي كانت تنبعث من بعض البيوت ومطعم آخر تديرة جالية يمانية  اقتفيت  اثر تلك الرايحة  حتى تمكنت من الوصول لمصدرها  على عمق اكثر من 20 متر في اعالي سوق السبت  في سفل عميق  لا يوجد له اي منسم الا بوابتة الامامية  كما يوجد في واجهة المطعم  شجرة رقّعة  معمرة في مخرج السوق من الجهه الغربية  والتي لازالت شاهد عيان حتى اليوم ،،  تلك الكشنة التي تشرئب  لرايحتها  الانوف  ويستمري  مذاقها اللسان فيما كان الحصول على وجبة منها صعب المنال ومع ذلك كنا نستطيع  تحليل عناصر مكوناتها عن بعد عن طريق حاسة الشم واذكر ان احد الزملاء  ممن يجيد قرض الشعر وممن وقف على باب هذا المطعم ولم يحالفة الحظ والمقدرة  على النيل من طعمه  قد تغنى بطائية شعرية يقول في مطلعها  ” سلام يامطعم به البيض والطماط ،،، زباينه جو من تهامه ومن بطاط ”  وبعد استكمال تسوقنا   تاتي العودة للقرى محملين بالاخبار والانبهار  لننشر علوم المهباط  والاستعراض ببعض المشتريات من بساكيت ابو ميزان او البساكيت ذات الصور الحيوانية والطيور والعلوك والفصفص وبعض المسليات الترفيهية مثل الصفافير والبواري والمزامير خاصة لمتذوقي الفن  واذكر إن احد الرفاق قد باع والدة بقره وحصل الابن جراء هذا البيعه  على دلاله  من المشتري مبلغ 2ريال  والدلالة لمن لايعرفها  هي بدل اتعاب المشرف على تربية الرعية سواء عجل او عنز اوتيس اوخروف اوبقرة  ومرافقتها  عند البيع للفوز بهذه الدلالة  وعندما استلم المبلغ ذهب على الفور عند تاجر  اسمة بن عقشه يبيع   الصفافير والمزامير واشترى زمارتان وبعد عودته للقرية سالته امه وين الدلاله ياحبيبي  قال شريت بها مزميرا لي  واحده واخي واحده وعلوك وحمبص  ،،،!! ترو فيه فرق بين حمبصنا القديم   وحمّصكم الحالي   واسئالو اهل الشامية ان كنتم لاتعرفون  المهم شريت لك يمه مسفع اصفر قالت يعني الريالين  ضيعتها في المزامير والعلوك  يا لوقان  وربطت المسفع في رقبتة وسحبته طول الاسبال وهو يردد شريتها عشان نحمي بها الطير يعني يخوف بها الطير لا يهوي في السيلان وظلت تسحبة وتضربة  ما فكه الا الشيبة معيض الحبي رحمة الله  وهو يقول لامه في وجه الله في وجه الله  وزي وزي عاد عليكم تفسير معنى وزي وزي ؟!!اماركوب سيارة الرحلة خصوصا اذا ماكنت من اصحاب الحضوة والمكانة المرموقة واولاد النعمة وحظيب بمقعد في الدرجة الاولى بكبينة القيادة ال Cokpit بجنب الكبتن السايق وتعرفت على اجهزة الملاحة الارضية وشاشات العرض والحساسات وعصاة القير والدبل واستمتعت بعزف البوري المموزك  واغنية” بين الدوالي في السد العالي يامحلى السهره والبدر يلالي” وانت تمضي بين السهاد والوهاد والمنعطفات ومداخل القرى وبطون الاودية فانت من ابناء الذوات ممن يشار لهم بالبنان عند الهبوط  من المكوك في ارض العارض او القراش عند العودة  اما إن جانبك الحظ وقذفتك  جحافل  الركاب مع المتسوقين في صندوق  الرحلة الخلفي  فقد “تضرّس بانياب وتوطى بمنسم تحت ”  فص بقره او نعجه او عنز من محمولات الرحلة والتي قد تجلب من سوق الماشية وتركًب في الدرجه السياحيه  مع  الركاب في سيارات اللوري الدور الارضي  بالاضافة الى ماقد تتعرض له من بعض السيدات الفاضلات ممن لا يطقن رايحة الديزل والبنزين ولم يتعودن  على ركوب السيارات يحوم بها راسها  وتنقلب كبدها  وتكون قد افطرت على حزمة رجعة اوخليفة ثفاء  او قراّص وثفله Mex ودرفتين دغابيس ذره فقد تاتي  بما في جوفها من ماءها ومرعاها وتوزع خراجها على المسافرين  بالتساوي مع مايصاحبه من انين وعويل ودعاء واستغاثة اما المحضوض المحضوض الفايز بشرف الركوب في درجة الافق “السلة” فذاك من فاز بنزهة الركاب   ومكانة العشاق وشم النسيم  العليل وترديد المواويل والحداء  والقصايد التي تتولد من وحي الطبيعة الخلابة وحالة الزهو والاعتداد بالنفس والمكانه التي تبوّاها  في سلة ونيت علي بن خلف رحمة الله ،،، هذا هو واقع حالنا  ومآلنا في ذاك الزمن الجميل وقد اختصرت لكم علم المهباط  وشي من الهجرة للشام امل ان لا اكون قد اطلت عليكم  او تعّصت عليكم بعض الفاضي وكلماتي فانا يااااا احبتي ممزوج بالماضي ممزوج  ومن صعبت عليه  بعض مفرداتي  فانا احيله الى قريني ورفيق رحلتي الاستاذ صالح عيدان صاحب مفتاح البيان 

هدفنا رسم ابتسامتكم                 واسعادكم وادخال البهجة في نفوسكم

عن admin

شاهد أيضاً

بالفيديو والصور،، عائلة الزندي وآل نزهة يزفون المهندس فيصل الزندي عريساً ..مبارك ألف

الديرة – أحمد البجادي: بحضور عدد من أهالي حوالة وحضور الأهل والأقارب والأصدقاء والزملاء وأبناء …